أحكام موالاة الكفار في الفقه الإسلامي
الخلاصة
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ، وجعله هادياً ونذي ا ر ، ومرشد اً لمن تمسك به ، واعتمد
عليه في موالاته ومعاداته ، وجعله س ا رج اً مني ا ر ، وأوجب فيه مقاطعة أهل الشرك ومن كان لهم
مؤيداً ونصي ا ر ، ونحمده سبحانه وتعالى ، ونصلى ونسلم على أشرف خلقه وخيرة رسله محمد –
صلى الله عليه وسلم الذي أخرج الله بمبعثه الثقلين من الظلمات إلى النور ، فبلغ الرسالة –
وأدى الأمانة ونصح الأمة ، وعلى آله وأصحابه و أتباعه ، ومن سار على نهجه إلى يوم
الدين : -
أما بعد : فإنه لما كان من متطلبات استكمال درجة الماجستير في الد ا رسات الإسلامية ، هو
تقديم بحث في موضوع ما ، يخص مجال هذه الد ا رسة ، فقد وقع اختياري على دارسة ) أحكام
موالاة الكفار في الفقه الإسلامي ( وا رقت لي فكرة الموضوع ، وأخذت أبحث عن إشكاليات هذا
الموضوع ، فوجدته ق يم اً يستحق الد ا رسة والبحث وذلك للآتي :
إن في هذا الموضوع إشكاليات كثيرة ، منها ما يخص الحياة الاجتماعية ، ومنها ما يختص
بالحياة السياسية ، والعلاقات الدولية ، فمن ذلك ، مثلاً ، كيفية التعامل مع الكفار مما يختص
بالموالاة والمعاداة ؛ لأن أصل العلاقات الاجتماعية مبنية على الحب والبغض ، ومن ذلك حكم
التشبه بهم ، ومشاركتهم في أعيادهم ومناسباتهم ، والإقامة بينهم أو السفر إليهم ، وعلاقة
المسلمين بأهل الذمة والمعاهدين والمستأمنين في دار الإسلام ، والاستعانة بهم سواء في السلم
أو الحرب ، وما يختص بعلاقة المسلمين فيما بينهم ، ومسألة عدل السلطان وجوره والخروج
عليه ، وتقاتل المسلمين فيما بينهم ، وكيفية معالجة ذلك بالطرق الشرعية ، إلى غير ذلك من
إشكاليات كثيرة ، كل ذلك وغيره وجدته مادة قيمة تستحق الد ا رسة والبحث فيها ، ومن هنا جاء
اختياري لهذا الموضوع : ) أحكام موالاة الكفار في الفقه الإسلامي ( واذا كانت الد ا رسات حول هذا الموضوع غير شحيحة ، فإن كثي ا رً منها طغى عليه العموم في الطرح ، أو الانفعالية غير
المؤصلة ، فجاءت هذه الد ا رسة محاولة لمعالجة هذه القضايا العالقة في أذهان كثير من
المسلمين اليوم ، بموضوعية واعتدال دون إف ا رط أو تفريط ، مستعيناً بالمناهج العلمية المناسبة
للموضوع ، وهي المنهج الاستق ا رئي ، والمنهج الاستنباطي ، والمنهج التحليلي ، ومع العلم أني
لم اترجم للمشاهير من الأعلام ، أمثال الإمام أبي حنيفة ، والإمام مالك ، والإمام الشافعي،
وغيرهم ،