ملامح التحول الديمقراطي في العالم والوطن العربي: قراءة تحليلية في بعض المؤشرات الدولية

Abstract

هدت المجتمعات الإنسانية منذ منتصف القرن العشرين، وبخاصة العقد الأخير منه تغيرات كبيرة على مستوى أنظمتها الاجتماعية، بفعل الثورات الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية. التي وصفها البعض بالثورة الصناعية الثالثة، والبعض الآخر وصفها بالثورة الناعمة في إشارة إلى ثورة التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات. ومن بين الأنظمة التي طالها التغير النظام السياسي. إذ سعت العديد من المجتمعات إلى تطوير أنظمتها السياسية من خلال تبنِّي أنظمة الحكم الديمقراطية، وإنْ اختلفت درجة ممارساتها وإنجازاتها. ولم يعد الحديث إلا على ثلث المجتمعات الإنسانية تقريباً التي مازالت ترزح تحت نظم الحكم التسلطية. في المجتمعات العربية بالرغم من تأثرها بالمتغيرات الدولية والثورات الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية وتفاعلها معها؛ إلا أنَّ الجهود التي بذلت في اتجاه التحوُّل نحو الديمقراطية ما زالت محدودة، وبقيت العديد من المجتمعات محتفظ بأنظمة الحكم السائدة فيها، الأمر الذي ترتب عنه – بحسب المنظور الوظيفي - حدوث خلل وظيفي على مستوى النظام السياسي وبقية النظم الأخرى، وكان من نتائج هذا الخلل اندلاع ما سمي بثورات .الربيع العربي