| dc.description.abstract | الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين, وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من تبعه, بإحسان إلى يوم الدّين .
أمّا بعدُ:
فقد حظيت اللغة العربيّة بجهود صادقة متتابعة من أجل المحافظة على نطقها صافيةً من شوائب اللّحن نقية من كدر اللّكن والعجمة, وقد برزت تلك الجهود وتظافرت بعد بزوغ شمس الإسلام, وفتوحاته المظفرة, ودخول الناس فيه أفواجا.
وكان للقرآن الكريم أثر جَلِىّ في نشوء علوم جديدة لم يكن للعرب عهد بها من قبل منها علوم اللّغة التي اتّسمَت بالشمول لكلّ مناحي الدّرس اللّغوي, فكانت الدّراسات النحويّة, والصرفيّة, والصوتية, والمعجميّة(1) .
وكانت جهود علماء اللغة العربية من أمثال الخليل, وسيبويه, وابن جنِّي وغيرهم في تلك الحقبة دراسةً يشار إليها في عصرنا على أنها من الإنجازات الرائدة المتميّزة في الدرس اللغويّ, وبخاصّة الدرس الصوتي(2) .
ويمثل كتاب (ارتشاف الضرب من لسان العرب) لمؤلّفه العلاّمة: (أبو حيّان الأندلسي (ت: 745ه)), النضج والاستواء في الدرس اللغوي(3) .
ولأنني أميل بطبعي إلى الدّراسات الصوتيّة فقد رأيت في هذا الكتاب بغيتي, وبعد استشارة أهل الذكر في هذا المجال, حمدتُ الله لأنني اهتديت إلى ضالتي .
فالكتاب يزخر بالدّرس اللّغويّ الناضج في سائر مستويات اللّغة؛ ولشغفي بالدرس الصوتيّ اخترته, فالكتاب ومؤلفه قامتان سامقتان . | en_US |
