المساقات الدراسية بكليات التربية في ضوء المخرجات والممارسات المهنية "جامعة الزاوية أنموذجا "

Abstract

تعد المساقات الدراسية أحد أركان العملية التعليمية إن لم تكن أهمها سواء أكانت في مرحلة التعليم الجامعي أم كانت دونها. فتقييم المساقات الدراسية بكليات التربية، وارتباطها بالمساقات الدراسية لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، يعد من الأهمية بمكان، الأمر الذي يتطلب الوقوف على مخرجاتها وممارستها المهنية، مما استدعى القيام بهذه الدراسة لتبيان وجهة نظر كل من أساتذة وطلاب السنة الرابعة بكليات التربية، والمفتشين التربويين، بهدف التحسين من مستواها، والذي قد ينعكس إيجاباً على مخرجات العملية التعليمية (المتمدرسين). هذه الدراسة انطلقت من إشكاليات ليست وليدة اللحظة، إنما هي عبارة عن تراكمات سابقة لها علاقة بالإعداد المهني للمعلم، والذي انعكس سلباً على تحصيل طلابه في كل المراحل التعليمية. ولمحاولة إصلاح برامج ومساقات كليات التربية، والحد من الفجوة بين المخرجات والممارسات المهنية مرت هذه الدراسة بسلسلة من الإجراءات، تمثلت في توظيف المنهج الوصفي التحليلي على اعتبار ملاءمته لطبيعة هذه الدراسة، وتطبيقها على عينة من المفتشين بمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، وأساتذة، وطلاب السنة الرابعة بكليات التربية، بلغ قوامها (169) مفتشاً، و(138) أستاذاً و(159) طالباً، ولجمع البيانات تم بناء وتطبيق ثلاث استمارات متباينة المحتوى بعد التأكد من صدقها. ولمعالجة هذه البيانات المجمعة إحصائياً تم استخدام الحزمة الإحصائية في العلوم الاجتماعية (SPSS)، متمثلة في المتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية، والنسب والأوزان المئوية والاختبارات الإحصائية (f) (t)، واختبار الإشارة، وذلك للتحقق من صدق فرضيات الدراسة، حيث أسفرت على عدة نتائج لعل أهمها: - عدم ملاءمة المساقات الدراسية لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي. - يوجد اتفاق في عينة الدراسة بعدم ملاءمة أهداف ومحتوى المساقات الدراسية بكليات التربية، والمساقات التعليمية بمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي. - وجود فجوة بين المخرجات بكليات التربية، وبين الممارسات المهنية لخريج تلك الكليات، وبخاصة في المحتوى بشكل عام. - وجود اتفاق بين المفتشين في عدم التناسق والانسجام بين الممارسات والمخرجات حسب تخصصاتهم، ومؤهلاتهم وسنوات خبرتهم. - وفي تنفيذ المعلم للمنهج الدراسي الشامل أشارت النتائج إلى عدم تمكين المعلمين من ممارسة تنفيذ العملية التعليمية بجميع مكوناتها. - بينت الدراسة تركيز المساقات التعليمية على الجانب المعرفي، مهملة الجانبين المهاري والوجداني. - إجمالاً أشارت النتائج إلى وجود فجوة بين المخرجات والممارسات المهنية، وهذه الفجوة تزداد إتساعاً، وبخاصة لو أخذنا كل مكون من مكونات هذه المساقات على حدة لازداد الأمر سوءاً مما يتطلب التدخل العاجل لتدارك ما تبقى.