الوظيفية وعلاقتها بالذكاء الاصطناعي
الخلاصة
تعد الوظيفية وريثاً للنظرية السلوكية، حيث نقول إنه لمعرفة أية حالة من الحالات العقلية، علينا أن نعرف مجموعة العلاقات السببية المرتبطة بحدوثها.
يبين المذهب الوظيفي أن الحالات العقلية والحالات النفسية تتحدد خلال وظائفها المؤداة فعلياً، وأن هذه الحالات تتوسط على نحو سببي بين مدخلات حسية آتية من العالم الخارجي وبين السلوك الناتج أو المخرجات السلوكية، وهنا يظهر لنا السؤال، هل هنالك علاقة بين الحالة العقلية وبين تلقائية الدور الذي تقوم بأدائه وظيفياً؟ وإذا كان هناك علاقة بينهما هل يمكن أن تقول في هذه الحالة أنه يوجد تشابه بين الحالات العقلية والوظائف التي تؤديها الالآت الحاسبة؟
كانت بدايات المماثلة بين المخ والحاسوب في أربعينات القرن العشرين حين كتب كل من ماكلوش()وبيتر()، مقالاً يقرران فيه أن العقل يمثل العمليات التي يقوم بها المخ، وقدما تصوراً جديداً كان له تأثير على علماء الحاسوب، والتصور هو إمكانية اعتبار الخلايا العصبية بمثابة أدوات منطقية وأن الوقائع العصبية والعلاقات بينها يمكن معالجتها بواسطة (منطق افتراضي)، وعندماتتصل الخلايا ببعضها البعض، يتحقق هذا الاتصال بشكل كهروكيميائي. ويطرح السؤال نفسه هنا، هل ثمة آلية لدى الإنسان في أفعاله سواء أكانت أفعالاً حركية جسدية أم حالات عقلية، تتماثل مع الآلية الموجودة في الآلة ؟