حكم التحكيم نشأته ومفهومه
الخلاصة
التحكيم كان منذ فجر التاريخ، فحين جاءت الدول إلى تنظيم المحاكم وجعلت
هذه المحاكم مرجع حسم الخلافات، فإن ذلك لم يمنع من بقاء التحكيم أيضاً مرجعاً
أخر لحسم الخلافات ولكن بدون إجراءات شكلية تحافظ عليها المحاكم القضائية بأقل
كلفة وبأقل من الوقت الذي تستغرقه مراجعة المحاكم، فالتحكيم إذاً ينزع اختصاص
المحاكم "وهو نظام يهدف إلى إيجاد حل لموضوع يتعلق بالعلاقات بين الطرفين أو
أكثر وذلك بواسطة شخص أو أكثر – أي المحكم أو المحكمين – الذي أو الذين
يستمدون سلطتهم من عقد خاص يحكمون ويبثون على أساسه العقد دون أن يكون
للدولة دخل في استلامهم هذه الوظيفة" ( )1فقد أدت التطورات الاقتصادية الحديثة إلى
زيادة الاهتمام بالتحكيم فقد بدأت الدول المختلفة تأخد بنظام الاقتصاد الحر وبآليات
السوق وتعمل على جذب رؤوس الأموال الأجنبية والاستعانة بالخبرة الأجنبية النادرة.
كما اتسع نشاط التجارة العالمية وما تبع هذا النشاط من البحث على سبل لتحرير هذه
التجارة.