توظيف الاسترجاع في روايـة الأَسْـوَدُ يَلِيـقُ بِكِ – لأحـلام مستغـانمي
Abstract
الحمد الله ربّ العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
تعد الرواية من الأجناس الأدبية الحديثة، فقد تأخر ظهورها لا سيما في المغرب العربي وذلك لأسباب عدة، وقد استطاعت الرواية الجزائرية أن تبرز وتحتل مكانة مرموقة في فضاء الأدب، فمن خلال دراستنا تعرفنا على العديد من الروايات التي كانت مرآة عاكسة لحياة الإنسان ومشكلاته وواقعه الاجتماعي، كما تمكن الإنسان من اكتشاف ماضي موروثه وأجداده وتقاليده وعاداته من خلال بعض الروايات، وهذا ما نجده في رواية: الأَسْوَدُ يَلِيقُ بِكِ, التي تعد كتله استرجاعية كبرى، ويمكن القول بأن الرواية بنصوصها تسهم في صوغ الهويات الثقافية.
لقد كان لحضور الرواية النسوية الأثر في المعترك الروائي الحاصل في الوطن العربي، كما تزايدت العناية بهذا الأدب النسوي في النصف الثاني من القرن العشرين؛ فإذا كانت بعض النظرات الذكورية للأنثى تؤدي إلى نوع من القتل الخفي لها، فإنها لا تلبث أن تصبح حقيقة مرّة لموقع المرأة في البيت أو لوظيفتها في المجتمع أو لدورها في الحياة العامة، فتّحول الصراع الذكوري الأنثوي إلى مادة أدبية فكرية لغوية.
فكلنا يدرك أن التاريخ البشري لم يعطِ للمرأة من الحرية ما أعطى للرجل، وبذا نجد أن التعبير الوحيد لغياب كتابة المرأة في الماضي يعود إلى كون المرأة مضطهدة اجتماعيا ولم يتح لها المجال لتنال حقوقها الاجتماعية، وما نتج عنه عدم منحها الحرية في الكتابة و التعبير عما يجول في خاطرها, وضمن هذه الرؤية يبقى وضع المرأة في الجزائر أسير التناقضات، فهي من جهة مناضلة ورائدة إبّان الثورة العشرية السوداء في التسعينيات، ومن جهة أخرى سلبية وراضية بوضعها الاجتماعي والأعراف والتقاليد، ومن هنا جاء التعبير النسوي في الرواية و القصة.