دور الإيرادات النفطية في تحقيق التنمية المستدامة في ليبيا
الخلاصة
بدأ استخدام مفهوم التنمية المستدامة في الأدب التنموي المعاصر، وقد أصبحت الاستدامة مدرسة فكرية عالمية تنتشر في أغلب الدول الصناعية، والنامية، ونادى بها العديد من الاقتصاديين، إذ إن التنمية المستدامة نمط تنموي، يتعامل مع الأنشطة الاقتصادية الرامية لتحقيق معدلات مرتفعة من النمو الاقتصادي من جهة، والمحافظة على البيئة، والموارد الطبيعية من جهة أخرى، حيث إنها عمليات مكملة لبعضها، وليس متناقضة، وينظر لها على أنها السبيل الوحيد لضمان تحقيق حياة كريمة للسكان في الحاضر، والأجيال القادمة.
وتعد ليبيا من الدول النامية، التي تبنت العديد من الخطط لتحقيق التنمية المستدامة، ومن أهم أهداف هذه الخطط تنوع مصادر الدخل، مع التركيز على تنمية القطاع الزراعي، والصناعي، وتحقيق التنمية البشرية، والمكانية، إلا أنه ظهرت العديد من التحديات حالتْ دون تنفيذها بسبب ندرة الموارد وزيادة نسبة التصحر والهجرة من الريف إلى المدينة، حيث إن الدولة الليبية تبنت سياسة النظام الاشتراكي في إدارة جميع القطاعات الاقتصادية، ولم يكن هناك أي دور للقطاع الخاص.
ومن المعلوم إن ليبيا تمتلك ثروات طبيعية هائلة، متمثلة في النفط، والغاز، حيث تأتي ليبيا في المركز الأول في أفريقيا بإجمالي احتياطيات النفط المكتشفة فعلياً ( 46.4 ) مليار برميل، كما تأتي في المركز الرابع في أفريقيا أيضاً من حيث احتياطي الغاز الطبيعي الذي يبلغ ( 54.7) تريليون قدم مكعب إلا أنه مورد ناضب، ولا يمكن الاعتماد عليه دائماً وأبداً، لذا يمكن استغلال الإيرادات النفطية في تمويل القطاعات الاقتصادية والخدمية، بما يحقق التنمية المستدامة وسبل حياة أفضل للجيل الحالي، والأجيال القادمة ( الصادق، 2003، ص 45).